تُعدّ صنعاء -عاصمة اليمن- إحدى أكثر العواصم ارتفاعاً، حيث يصل ارتفاعها الى 2300 م فوق سطح البحر، وتمتاز هذه المدينة التاريخية بفنون العمارة المتمثّلة بالمباني المزخرفة متعدّدة الطوابق،[١] بالإضافة إلى المساجد القديمة والحمّامات؛ والتي يبلغ عددها 103 مسجد و14 حماماً،[٢] ممّا جعل منها إحدى مدن التراث العالمية على لائحة اليونيسكو،[١] كما تضم صنعاء الجامع الكبير، الذي يُعدّ أحد أقدم المساجد في المدينة، حيث إنّه يعود إلى القرن السابع الميلادي، ويُرجّح أنّه بُني خلال حياة الرسول محمد "صلّى الله عليه وسلّم"، كما يضمّ من الداخل تصاميم رائعة لفنون العمارة البيزنطية، فضلاً عن الأهمية التاريخية لموقع المسجد.
يعود تاريخ مدينة شبام المبنية على حافة جرف حضرموت إلى القرن السادس عشر قبل الميلاد، ويُحيط هذه المدينة المسوّرة أبراج مراقبة حجرية، وتمتاز بمبانيها الرائعة والمرتفعة، والتي تُعدّ مثالاً حيّاً على البناء الحضري القائم على الأبنية العامودية؛ لهذا أُطلق عليها لقب مانهاتن الصحراء، فضلاً عن موقعها الاستراتيجي جنوب شبه الجزيرة العربية؛ حيث إنّها تقع على الطرق التجارية التي ازدهرت في بيع التوابل والبخور.
تحتل مدينة زبيد مكانةً تاريخيةً وأثريةً استثنائية، وتُعدّ إحدى المدن الساحلية في إقليم تهامة غرب اليمن، كما تتميز بموقعها على ملتقى النهر والسهول الفيضية الخصبة، والأسوار المحصّنة التي تُحيط بها، ويتمّ تزويدها بالمياه عن طريق قنواتٍِ ضخمة، ويجدر بالذكر أنّ أول مسجد فيها بُني في قلب المدينة، فضلاً عن كونها مركزاً لأكبر تجمّع للمساجد بعددٍ يصل إلى 86 مسجداً يعود بعضها إلى سلالة بني رسول، والتي تُنسب لقبيلتهم معظم مباني المدينة.
تشتهر المدينة بالأزقّة الضّيقة التي تمنح زوّارها مزايا مرئية مميزة، ويعود السبب في ذلك الى أشكال المباني المتشابهة المبنية بأسلوب العمارة في شبه الجزيرة العربية، بالإضافة الى التصاميم الداخلية المميزة، كذلك ساهمت المدينة بشكلٍ كبير في نشر الإسلام، وذلك منذ بناء مسجد زبيد القديم سنة 820م حتّى إنشاء الجامعة الإسلامية، والتي كانت مقصداً للعديد من الطلاب من مختلف الدول، وساهمت في تعليمهم أصول وتعاليم الدين.
تضم اليمن العديد من المواقع الأثرية المهمّة، وتشمل الآتي: