تمتلك تركيا تاريخاً سياسياً طويلاً وعميقاً، فقبل إعلان الجمهورية، كانت الدولة العثمانية وسياستها في المنطقة العربية والأوروبية، وإستراتيجة الحكم التي استطاعت أن تدير مملكتها بطريقة مكنتها من التحكم بكل شبر فيها، إذ امتلك العثمانيون نظرة مستقبلية واستراتيجية صحيحة لتحقيق استقرار إمبراطوريتهم، وبعد سقوط الإمبراطورية وتأسيس الدولة التركية، استمرت الحياة السياسية فيها، رغم التحولات العملاقة التي قامت بها تركيا وتغيير نظامها بشكل كامل من الخلافة الإسلامية إلى الدولة العلمانية، إلا إن تعددية الأحزاب وتأسيس الأحزاب الدينية الإسلامية لم تنتهي فيها، فعرفت تركيا الكثير من الأحزاب والحركات التي تأسست بعد قيام الدولة التركية الحديثة، وفيما يلي إيجاز عن تلك الأحزاب وطبيعة توجهات كل حزب منها:

جماعة إسلامية ذات طابع سياسي (يقودها حالياً محمد فتح الله غولين) وهي أقرب إلى الطرق الصوفية منها إلى الحركات المنظمة،تركز على تزكية وتهذيب النفس وأحدثت تياراً إسلامياً وقف في وجه المد العلماني بعد سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية ولكنها تجنبت الصدام المسلح مع القوى العلمانية المهيمنة على البلاد، وتُعد الجماعة النورسية الجماعة الأم لجميع الأحزاب الإسلامية السياسية التي نشأت في تركيا فيما بعد إلى وقتنا الحاضر. تأسست عام 1896 على يد الشيخ سعيد النورسي (1873-1960) الملقب ببديع الزمان (قام بتأليف رسائل دعوية أطلق عليه اسم-رسائل النور-بلغت أكثر من مائة لاثين رسالة)، ولم تتبن الهجرة عن الجماعة ، ودعوا إلى إدخال التعاليم الإسلامية في مناهج التدريس ، ووصل عدد أفراد الحركة إلى حوالي مليون ونصف، وانتشرت في كل فئات المجتمع التركي ، ووقفت ضد العدوان الروسي على تركيا .