تعرف على الخزف التركي - من أجمل الفنون التراثية العريقة
الكاتب:
رامي
-
تعرف على الخزف التركي - من أجمل الفنون التراثية العريقة
الخزف التركي - من أجمل الفنون التراثية العريقة
في القرن الثالث عشر حدث أعظم تطوّر وأبرعه في صناعة الخزف التي باتت أحد أبدع فنون الترك في بلاد الأناضول. فأعمالهم التي ابتكروها وظهرت في عمائرهم العديدة تدلّ على ثراءٍ وافر في مجال التصميم، وعلى نضج واضح في مستوى الصنعة، وقد يجيء الخزف التركي قبل الخزف الفارسي في المرتبة.
اشتُقّت هذه التصاميم من تصاميم السلاجقة الأتراك، وهي التي سادت في فنونهم الزخرفية، وتقدّم الخزف معهم تقدّماً سريعاً وملحوظاً في استخدام الألوان وفي مستوى وأسلوب الحرفة، ما أكسبه وضعاً فنياً مميزاً. ومن الجمع بين الحشوات الخزفية والتكوينات الفسيفسائية بالخطوط الأساسية للعمارة السلجوقية نشأ فنٌّ عالي المستوى، ظهرت أول نماذج منه على هيئة إضافات فيروزية اللون، إلى جانب الزخرفة بالطوب الأحمر، ويمكن مشاهدة بعضها في مدرسة صرجالي في مدينة قونية. وأعظم الأعمال تلك التي جمعت بين استخدام الطوب والفسيفساء الخزفية معاً، ويتجلّى إبداعها في مستشفى وضريح عز الدين كيكاوس الأول في مدينة سيواس التركية.
تتميز العديد من الآثار التاريخية التي ترجع للعهد العثماني بالخزف الملون والمرسوم والمزخرف، حتى أن أحد أشهر معالم إسطنبول “مسجد السلطان أحمد”، يحمل لقبا مستوحى من اللون الغالب على نقوشاته “المسجد الأزرق”.
وإذا كانت الألحان موسيقى الأذن فإن “الخزف موسيقى العين، التي تكتبها أزهار التوليب والقرنفل والورود والزنابق”، كما يحلو لفنان الخزف التركي محمد غورساي (66 عاما)، أن يصف الفن الذي حصل من اليونسكو على جائزة “الكنوز البشرية الحية” عام 2009، بسبب الجهود التي يبذلها لإحيائه.
فن الخزف يتميز بقدرته على منح الناس طاقة إيجابية من خلال لمسه والنظر إليه، وهو ما جعله يزين جدران المساجد، والمنازل، وأماكن الترفيه في العهد العثماني.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.