تعرف على العلامة العثماني ابن كمال باشا في تركيا
النشأة
(940هـ/… ـ 1534م)
أحمد بن سليمان الرومي، الشهير بابن كمال باشا،
شمس الدين، تركي الأصل، ولد في طوقات من نواحي سيواس في تركيا. نشأ في بيت عز
ودلال إذ كان جده أحد أمراء الدولة العثمانية، وأبوه من السادة المشهورين في
الإسلام. حفظ القرآن، وضبط في ابتداء أمره من اللغة ما نقع به غُلَّة صدره.
كان على جانب عظيم من الخلق والأدب، وكمالٍ في
السجايا الحميدة، فقد غلب عليه حبُّ الفضل والكمال، شهد له بذلك أهل عصره من علماء
وعامة، وذكروه بغاية التبجيل والإجلال حتى قالوا فيه: «وكان صاحب أخلاق حميدة,
حسنة, وأدب تام وعقل وافر».
مكانته العلمية
كان ابن كمال باشا من أكابر العلماء العثمانيين في عصره، وبلغ في العلم منْزلة يشار إليه بالبنان، بل أصبح أكبر مُمثل للثقافة العثمانية الإسلامية في النصف الأول من القرن السادس عشر الميلادي. فملازمته لعظماء عصره في العلوم المختلفة جعلته يتقن أكثرَ من علم ، كما يتقن أكثر من لغة إلى جانب لغته القومية - وهي التركية ، فضلا عن تَمرسه في العربية ، لغة الدين والتشريع، وله في هذه اللغات الثلاث مؤلفات تكشف عن شخصيته الموسوعية، ومكانته الرفيعة في كل العلوم التي تناولها.
المناصب
تنقل ابن كمال باشا في مناصب عدة، وجالس العلماء
فتتلمذ على الأفاضل منهم، فأعدوه إعداداً حسناً في الخلق والأدب، وزودوه بالمعرفة
النافعة، وصحب الأمراء فكان الناصح الأمين والسند المعين في نصرة الحق والدفع عن
المظلوم.
كان من العلماء الذين صرفوا جميع أوقاتهم إلى
العلم، وكان يشتغل به ليلاً ونهاراً، ويكتب جميع ما سنح بباله، فقالوا فيه: «قد
فتر الليل والنهار ولم يفتر قلمه»
الكتب والمصنفات
له تصانيف كثيرة معتبرة ورسائل مهمة في فنون
عديدة جلها بالعربية، ومنها بالتركية والفارسية فقد تجاوزت مصنفاته خمسة وثمانين
ومئة مصنف، منها: «إيضاح الإصلاح» وشرح فيه كتابه «إصلاح الوقاية في الفروع»،
و«تاريخ آل عثمان» كتبه بالتركية بطلب من السلطان بايزيد خان، وأرخ فيه للدولة
العثمانية حتى سنة 933هـ، ولما أكمله صار مدرساً بمدرسة طاشلق، و«أسرار النحو»،
و«تفسير سورة الملك»، و«تجريد التجريد» وشرح فيه كتابه «تجويد الكلام»، و«شرح
تغيير التنقيح» شرح فيه كتابه «تغيير التنقيح» الذي تضمن تعليقات وردوداً على ما
في كتاب «تنقيح الأصول» لصدر الشريعة (ت747هـ)، و«طبقات المجتهدين في مذهب
الحنفية» وغيرها كثير.
قضي ابن كمال باشا حياته كلها في خدمة العلم وطلابه، وشغل كل وقته بالكتاب مطالعا أو باحثا أو مؤلفا، حتى زادت مؤلفاته عن ثلاث مئة رسالة في فنون شتى، وبعد هذه الحياة الحافلة بالعلم والتدريس والإفتاء والقضاء أدركته المنية في مدينة