تعرف على بلغ سعر الكيلو 300 دولار.. ولاية ريز التركية تنتج عسل بسعر الذهب في تركيا
إن هذه الأرض وما تنتجه من غذاء يعود بالفائدة على الشعب طالما أن هنالك من يدعم المواطن ويسوق بضاعته بطريقة صحيحة تجلب له الفائدة وتدر عليه الربح، هنالك العديد من الدول التي تمتلك أراض زراعية شاسعة وإمكانيات حيوانية ممتازة لكن النزر اليسير من تلك الدول تستطيع أن تسوق بضاعة فلاحها أو تدعمه مثلما تفعل تركيا، لذلك نجد أن جميع ما ينتج في تركيا يلقى دعماً مستمراً من الدولة في تسويقه وتوفير كل مستلزمات نجاحه من سماد للأرض أو علف للحيوان أو مبيدات، ونجد دائماً أن ما ينتج من أرضها أو سوقها أو من الحيوانات الموجودة لديها سنجده في أسواق العالم ويباع بطرق تعبئة حديثة.
من هذه المنتجات التي لاقت دعما مهما إنتاج العسل، فتركيا تنتج الكثير من الأنواع من العسل، الجبلي والنباتي بأنواعه كالزهور والصنوبر، وغيرها الكثير منه، لكن من أندر وأغلى الأنواع عسل (الأنزر) فسعره ينافس سعر الذهب، وأما قيمته الغذائية التي فهي مفيدة جداً في الشفاء من الكثير من الأمراض، لذلك يعتبر عسل “الأنزر” الأشهر في تركيا وله سمعة عالمية دفعت الكثير طلبه، وبسبب ندرته بدأ القائمون على إنتاجه بتسجيل الطلبات قبل عام من إنتاجه لإعطائه لزبائنهم.
ويباع هذا العسل، الذي تشتهر به مصايف “أنزر” في قضاء “إكيز درة” بولاية ريزة شمال شرقي تركيا، بالغرامات حيث وصل سعر الكيلو منه هذا العام قرابة 900 ليرة تركية أي ما يعادل نحو 300 دولار أمريكي، وهو ما جعله ينافس أسعار الذهب.
ويُنتج عسل “أنزر” على سفوح جبال ولاية ريزة التي يصل ارتفاعها ما بين 2300 إلى 3000 متر عن مستوى سطح البحر، والمطلة على ساحل البحر الأسود.
ويحرص المنتجون الأتراك، على تربية نحل من العرق القوقازي، حيث يتم وضع صناديق النحل، داخل أقفاص حديدية مغلقة بأقفال وذلك تجنبا من إلحاق دببة الغابات الضرر بها.
كما أن لحالة الطقس، ووضع صناديق النحل في أماكن يسمح بتعرضها لأشعة الشمس بنسبة معينة على سفوح الجبال، تأثيرا كبيرا على جودة العسل، حيث يقوم مربوا النحل بجمع العسل خلال شهري أغسطس/ أب وسبتمبر/ أيلول من كل عام. ويُعرض عسل “الأنزر” للبيع، بعد جمعه من المنتجين من قبل تعاونية “أنزر باللي كوي” للتنمية الزراعية، حيث يتم تسجيل المنتج وختمه، عقب إجراء التحاليل اللازمة عليه بمختبرات قسم الأحياء بكلية العلوم في جامعة “هاجات تبة” في العاصمة أنقرة.
لو ينظر الشخص المختص كيف أن الدولة قامت بدعم هذا المنتج من خلال فحصه وختمه وتعبئته كما يجرون التحاليل اللازمة عليه قبل تسويقه لكي يضمنون جودة المنتج ويحسنوه في حالة كونه ليس جيداً، هذا الدعم لم ولن نجده مع الأسف في بلداننا العربية أو إن وجد يكون نادراً.
وحددت تعاونية “أنزر باللي كوي” سعر كليو غرام الواحد من عسل “الأنزر” لهذا العام بـ900 ليرة تركية (نحو 300 دولار أمريكي)، وكما تقرر بيعه بالغرامات، على شكل 250 و 500 غرام، وذلك لتلبية لطلبات الزبائن، وإعطاء الأولوية لطلبات المرضى.
“عثمان جيفالك”، رئيس تعاونية “أنزر باللي كوي” للتنمية الزراعية، قال إنهم تسلموا نحو 2.5 طنا من عسل “الأنزر” حيث بدأوا بالإجراءات اللازمة للتسجيل، مبيناً أنهم يخططون عرض العسل للبيع قبيل حلول عيد الأضحى الذي يوافق الأثنين المقبل.
وأضاف “جيفالك” أن ظروف الطقس كانت ممتازة هذا العام، مما ساهم في تحقيق رقم قياسي في الإنتاج مقارنة بالسنوات الأخيرة.
وأشار إلى أن “قرابة ألفي زبون قدموا طلباتهم لشراء عسل “الأنزر” لهذا الموسم، حيث وصلت الكمية المطلوبة إلى ثلاثة أطنان”، موضحاً أنهم قرروا بيع العسل بالغرامات على شكل 250 و500 غرام لتلبية طلبات كل الزبائن.
ولفت “جيفالك” إلى أن الطلب يتزايد بشكل كبير على هذا النوع من العسل، لكنهم لا يستطيعون تلبية جميع الطلبات.
وحذر رئيس تعاونية “أنزر باللي كوي” للتنمية الزراعية من وجود بعض الباعة في الأسواق يبيعون عسلا مغشوشا باسم “عسل الأنزر”، موضحا أن علب العسل المغشوش المباع غير مسجلة ولا تحمل ختم المنتج الأصلي، داعيا المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر وعدم الانخداع.