رواندا دولة إفريقية غير ساحليّة، وكيغالي هي عاصمة دولة رواندا، ورغم صغر مساحتها إلاّ أنّها تُعدّ من أعلى الدول الإفريقية من ناحية الكثافة السكانيّة، وتتميّز رواندا بطبيعتها الجبلية ذات المناظر الخلابة؛ إذ تكثر فيها الوديان العميقة والتلال شديدة الانحدار، لذلك يُطلق عليها بالفرنسيّة اسم "land of a thousand hills" أي أرض الألف تل، ويتركّز السكان فيها في المناطق الريفيّة.
تقع رواندا في الصف الشرقي من الكرة الأرضية، جنوب خط الاستواء، في الجهة الشرقيّة من وسط إفريقيا، وهي جزء من منطقة وادي الصدع العظيم وتسمي بالشق السوري الافريقي (Great Rift Valley) الإفريقيّة، وتتشارك في حدودها مع 4 دول إفريقيّة هي أوغندا من الشمال، وتنزانيا من الشرق، ومن الجنوب بوروندي، ومن الغرف جمهوريّة الكونغو الديمقراطية.
رواندا تحظى بعوامل جذب عديدة للسياح؛ فطبيعتها تتميّز بتنوع بيولوجي استثنائي سواء في التضاريس أو الحياة البريّة، فهي تجمع بين بيئات مختلفة منتشرة ضمن مساحتها الجغرافية مثل البراكين، والغابات المطيرة، والتضاريس الجبليّة، والسهولة الواسعة الرحبة، هذا بالإضافة إلى طبيعة أهل البلاد الودودة والمرحّبة بالسيّاح،[٤] أمّا الحياة البريّة في رواندا فأكثر ما يُميّزها الغوريلا الجبليّة المهددة بالانقراض، التي تجذب محبي هذا الحيوان من كافة أنحاء العالم لمشاهدته، إضافة إلى أنواع عديدة من الثدييات الضخمة مثل الزرافات، والفيلة، والأسود، ووحيد القرن، ولتشجيع السياحة أنشأت الحكومة الرواندية المتنزهات والمحميات وطنية منها ما يلي:
أماكن سياحية أخرى:
تتميّز دولة رواندا باحتوائها على مجموعة مميّزة من الأماكن السياحيّة التي تُتيح لزوّارها الاستمتاع بحياتها البريّة وتنوعها البيولوجي ومراقبتها لأنشطة العديد من الحيوانات فيها، كما أنّها تحتوي على العديد من المتاحف والحدائق الوطنيّة، ومنها: حديقة أكاجيرا الوطنية، حديقة البراكين الوطنية.
تحتل رواندا المرتبة 47 من ناحية الحريّة الاقتصادية على مستوى العالم، وذلك حسب مؤشر عام 2021؛ إذ تبلغ درجة الحرية الاقتصادية فيها 68.3%، وللحفاظ على هذه المكانة الاقتصادية تبذل الحكومة الرواندية قصارى جهدها لسن قوانين لمكافحة الفساد، وتعزيز سيادة القانون، ومواكبة التطورات التي تطرأ في مجال الأعمال، وهو ما عاد عليها إيجابيًّا إذ ارتفع ترتيبها من المرتبة 139 إلى المرتبة 62 حسب تقرير البنك الدولي المختص فيما يخص ممارسة أنشطة الأعمال.
وعند الحديث عن اقتصاد رواندا لا بد من ذكر مصادرها الأساسية التي تحصل من خلالها على النقد الأجنبي، من أهما قطاع التعدين والسياحة، وتجارة البن والشاي، والجهود الاقتصادية أثمرت معدلات نمو اقتصادي قوية، ما يعني توفير فرص عمل للسكان، وتحسين مستواهم المعيشي، الأمر الذي يُساهم في القضاء على الفقر، ولدعم جهود حكومة رواندا في مجال الاقتصاد أدخلت الوكالة الأمريكيةّ للتنمية الدوليّة استثماراتها في القطاع الخاص لتقويته، وتوسيع أسواقه، والتغلّب على العقبات والحواجز التي تقف عائقًا أمام نمو القطاع الخاص في رواندا.
تتميّز رواندا بتضاريسها الجبليّة الشاهقة التي تمتد على طول الحدود الشماليّة إلى الجنوبية للبلاد، وتقسم البلاد إلى قمم مرتفعة، ووديان عميقة؛ إذ تعد قمة كاريسيمبي الأعلى بارتفاع يبلغ 4,507 متر فوق مستوى سطح البحر، أمّا أخفض نقطة فيها فهي نهر روزيزي الذي يرتفع عن مستوى سطح البحر حوالي 950 متر، والذي يمتد على طول الحدود الغربيّة مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، ويعد جزء من منطقة وادي الصدع العظيم، إضافة للتضاريس الجبليّة الأخرى والتي تُتميز رواندا بها، كما أنّها تحتوي على عدد من المسطحات المائية من بحيرات وأنهار صغيرة مثل بحيرة روهوندو، وبحيرة بوريراو بحيرة المجاز.
يتكوّن علم رواندا من 3 ألوان أفقيّة فوق بعضها البعض، من الأعلى الأزرق السماوي الذي يرمز للسعادة والسلام، ويحتل اللون الأزرق من العلم مساحة أكبر من اللونين الأخريين، ويُوجد شمس ذهبيّة في أعلى زاويته اليُمنى، يمتد منها 24 شعاع، ترمز إلى الوحدة، وكذلك التنوير، يليه اللون الأصفر الذي يرمز إلى التنمية الاقتصاديّة والثروة المعدنيّة، وآخرها اللون الأخضر الذي يرمز للموارد الطبيعيّة.
التنوع في التضاريس التي تتميّز بها رواندا، إضافة إلى وقوعها داخل الحزام الاستوائي، يجعلها تتعرض بأكثر من نوع من المناخ على رقعتها الجغرافيّة، فهي ذات مناخ رطب معتدل في منطقة السافانا، والغابات المطيرة، ومناخ شبه جاف في الأجزاء الشرقيّة والوسطى من البلاد، فضلًا عن مواسم هطول الأمطار التي تتميّز بالتقلب وعدم الاستقرار أيضًا، ورُصد في رواندا موسمين ممطرين، الأول يمتد في الفترة ما بين شهر مارس/آذار إلى شهر مايو/ أيار، والموسم الثاني يمتد من شهر أكتوبر/ تشرين الأول إلى شهر ديسمبر/ كانون الأول.
ويجدر الإشارة هنا إلى أنّ التقلب في مواسم هطول الأمطار سببت العديد من الظواهر الطبيعيّة مثل الفيضانات والجفاف المتكرر، بينما درجات الحرارة فتختلف باختلاف فصول السنة وحسب التضاريس؛ إذ يتراوح متوسط درجة الحرارة في شرق رواندا ما بين 20-21 درجة مئوية، وفي منطقة وادي بوجاراما تتراوح ما بين 23-24 درجة مئوية، أمّا في المرتفعات فتصل درجات الحرارة لأقل من 17 درجة مئوية، وفي الهضبة الوسطة تتراوح ما بين 17.5-19 درجة مئوية.
تتميّز رواندا بتنوع مناخها باختلاف مناطقها؛ ففيها المناخ شبه الجاف، والمناخ الرطب المعتدل، كما أنّ مواسم هطول الأمطار فيها متقلّبة أيضًا، ويُمكن اعتماد موسمين لهطول الأمطار، وهما: الفترة ما بين شهري 3-5، والفترة ما بين شهري 10-12، كما تختلف درجات حرارتها باختلاف فصول السنة أيضًا.
يسكن رواندا مجموعات عرقيّة منفصلة؛ إذ يُشكّل التوا (السكان الأصليين) ما نسبته 1% من التشكيلة السكانيّة للبلاد حاليًّا، والباقي يتوزّع ما بين الهوتو والتوتسي الذين يشتركون في اللغة والتاريخ، والعادات والتقاليد الثقافيّة، مع اختلافات مهنّية تُميّز كل عرق عن الآخر؛ إذ كان الهوتو من طبقة المزارعين الكادحة، بينما التوتسي من النخبة الراعية للماشية، وقد توالى على رواندا العديد من المستعمرين، كما يلي:
جمهورية رواندا دولة إفريقيّة نالت استقلالها عام 1962م، ويُطلق عليها لقب بلاد الألف تل لاشتهارها بالتضاريس الجبليّة المرتفعة، التي يتربّع عند قاعدتها السهول الخضراء الرحبة والتلال، مما أهّلها لتكون موطنًا للعديد من الحيوانات البرية من أهمها الغوريلا الجبلية المهددة بالانقراض، ورغم قربها من خط الاستواء، إلاّ أنّها تتميّز بمناخ معتدل يبلغ فيه متوسط درجات الحرارة حوالي 19 درجة مئوية، وذلك بسبب احتوائها على العديد من الأنهار الصغيرة، والبحيرات العذبة، وقد استطاعت رواندا رغم صغر مساحتها أن تنهض باقتصادها وتُحقق حريّة اقتصادية نالت بموجبها المرتبة 47 على مستوى العالم من حيث الحرية الاقتصادية.