تعرف على كلمات تركية اصلها عربي
لأولِّ مرة في حياتي أزور جارتنا في تركيا , وقد كنت أتوق لزيارتها من زمن طويل , لكن الظروف لم تكن متاحة .
تشترك تركيا معنا في ثلاثة عناصر وهي :
1- الجغرافية المشتركة , حيث تقع في قارة آسيا إلا القسم الأوربي من إستانبول .
وتحد بلدنا سورية وشقيقتنا العراق , ونشترك معاً بنهري دجلة والفرات حيث ينبعان من تركيا ويمران بسورية فالعراق , ليصبَّان في الخليج العربي
وأيضاً بنهر العاصي الذي ينبع من لبنان ويمر بسورية وينتهي بتركية .
والمناخ بين سوريا وقسمٌ من تركية متقاربٌ جداً .
2- الدِّين الإسلامي والمذهب الحنفي , حيث دخل الأخوة الأتراك في الإسلام مبكراً منذ الفتوحات الإسلامية الأولى .
وإخوتنا الأتراك متمسكون جداً بالمذهب الحنفي ويعتزون به كثيراً .
ومن خلال دخولهم في الإسلام تعلموا اللغة العربية , لأنها لغة الفاتحين العرب ولغة نبيهم عليه الصلاة والسلام , ولغة القرآن الكريم الذي يتعبدون به ربهم , ويتعلمون من خلالها سنة النبي عليه الصلاة والسلام وأحاديثه الشريفة .
التاريخ المشترك , حيث كانت تقود العرب والعالم الإسلامي , لمدة تزيد عن أربعة قرون , وتعتبر حامية المذهب السني في وجه المذهب الشيعي الصفوي , وحامية الأمة الإسلامية والخط الدفاعي الأول بوجه الغرب الاستعماري .
كما يعتبر العرب العمق الاستراتيجي لإخوانهم الأتراك .
لهذا انتشرت اللغة العربية قراءة وكتابة , زمن السلطنة العثمانية وحكمها للبلاد العربية , وكانت تكتب حروفها إبان ذلك بالحرف العربي, وتلفظ باللهجة العثمانية .
ولما استلم الكماليون الحكم في تركيا بعد تفكك السلطنة وانفصال كثير من الشعوب والدول عنها , ومنهم العرب ,قام زعيم الأتراك بتغيير الخط العربي واستبداله بالخط اللاتتيني مع بعض التعديلات عليه في بعض الأحرف , وكما استبدل نسبة كبيرة من الكلمات بما يرادفها في اللغات الأخرى , سيما الفرنسية والانكليزية والفارسية وغيرها .
بعض العلماء الأتراك ممن يجيد العربية بدقة , أخبرني بعد خروجنا من مؤتمر نظمه صديقنا الأستاذ ولي الله في منطقة بور سقلر بالعاصمة التركية أنقرة , بإشراف رئيس البلدية وسماحة المفتي هذا العام , حول حياة العلامة القاضي صدر الدِّين الذي عاش فترة طويلة بدمشق , وتزوَّج من عائلة (عابدين) ولا يزال قبره في تربة باب الصغير المشهورة عندنا في وسط دمشق .
قال لي في دردشة جانبية , إنَّ نسبة الكلمات العربية تصل إلى 80 % لكنني استهجنت كلامه , وربما كان هذا فيما سبق , زمن السلطنة العثمانية .
والعجيب أنَّ العلماء الأتراك في غالبيتهم , لا يجيدون التحدث باللغة العربية , رغم تلاوتهم الجيدة للقرآن الكريم وصوتهم الجميل فيه.
علماً أنَّ عدد المفردات العربية في اللغة التركية كبير جداً , تعادل ما نسبته 40% من المجموع الإجمالي .
بعضهم يوصلها إلى مليون كلمة .
والتحية المشهورة بين غالبيتهم هي السلام عليكم .. وبعضهم يقول .. مرحبا.
وإليك أمثلة من الكلمات العربية المتداولة بينهم حالياً , وليس لديهم بديلٌ عنها من المفردات :
1- الأدوات المدرسية والهندسية :
( القلم , الكتاب , الدفتر, المكتبة , القرطاسية , الظرف , الظمبة , مهندس ) .
2- مصطلحات المحاكم :
القاضي , المحكمة , العدالة , المأذون , مكتب .
3- الأمكنة والمناطق والأسواق :
البلدية , الزقاق , المحلة , التربة , المزار, البناء . البقال , الدكان , سوق , صناعية . جامع , ميدان , مملكة , صالون , مطبخ , أوضة .
4- الألبسة والثياب والأدوات والمواد :
بنطالون , دولاب ملابس , قفل , إبريق , طبق , الخشب , عربة .
5- المهن والصناعات والفنون :