ولد الحاج محمد نظيف بيه سنة 1262 هجرية الموافقة سنة 1846م في مدينة روسجق التي تعرف الآن باسم (روسه) في أراضي بلغاريا وأما أصله فهو من منطقة القرم.

جاء مع والده مصطفى أفندي إلى استانبول فدخل الى الاندرون وهو جهاز تربوى تعليمى كان تابعا للسراى العثمانى حيث انخرط في دورة تدريبية في خدمات القصر السلطاني . ومن ثم التفت لدراسة خطي (الثلث والنسخ) لدى شفيق بيه (تلميذ مصطفى عزت قاضي العسكر) ثم لدى عبد الأحد وحدتي أفندي (1248 - 3131ه) .

وتعلم أيضا لدى عبد الله الزهري ثم درس التعليق وجلي الديواني والطغراء وجلي الثلث لدى سامي أفندي وعلى عكس غالبية الخطاطين مارس الأعمال المجهدة وكانت المصارعة هوايته المفضلة في شبابه، ، وكان يزاول قطع الأخشاب كلما سنحت له الفرصة، اعتقادا منه أن ذلك يقوي من يديه وذراعيه وتساهم في ثباتها في وقت كان أغلب الخطاطين يحرصون على تجنب رفع الأشياء الثقيلة حفاظا على ثبات أعصاب أيديهم، وبعضهم كان يضع يده اليمنى في جيب معطفه تجنبا لاصابتها بأي مكروه.

عمل محمد نظيف خطاطا في دائرة الأركان الحربية، وعرف عنه تفوقه في رسم الخرائط وكتابة الأسماء الممتدة عليها. تراوحت أعماله في اللوحات بين جلي الثلث وجلي التعليق، وكتب في معظم أنماط الخط، له كتابات على برج الساعة في يلدز، وقاعة الطعام في وزارة الحربية عمل في نشاطات مختلفة أهمها صنع نماذج للعرائس

( الأراجوز).

دخل نظيف في مصاف الخطاطين الكبار بجدارة قال عنه الخطاط الكبير سامي أفندي وهو ينعي الخطاط (عارف جار شنبه لي): اخذ الله - تعالى- عارفا وعوضنا عنه بنظيف.

وقال نظيف في أستاذه سامي:عند سامي أفندي عرفت أسرار الخط.

كتب نظيف خط النسخ بمستوى رائع، إلا أن الوقت لم يسعفه لكتابة مصحف واحد. وبعضهم ينسب له كتابة المصحف المسمى (قدرغه لي) المتداول في مصر كما قام الخطاط عبد الجليل إسماعيل بعد وفاة نظيف باستكمال ثلاثة مصاحف وعمل رتوش لها كان قد باشر نظيف كتابتها.

امتاز بثبات يده، وجمال توليفاته ، ودقة حروفه، وقدرته على صياغة التراكيب في يسر مع الإقلال من التشابك بين الحروف، والمحافظة الشديدة على سياق النص، وسهولة تتبع العين للكلمة وما يتلوها.

توفي نظيف سنة 1331ه/1913م ودفن في مقبرة يحيى أفندي في بشكتاش / استانبول.