تقع الأردنّ أو المملكة الأردنية في جنوب غرب آسيا، وتحديداً في الجزء الجنوبيّ من بلاد الشام، وتحدها سوريا من الشمال، ومن الجنوب والشرق تحدها السعودية والعراق، وتحدها فلسطين من جهة الغرب، وسُميت بهذا الاسم نسبةً إلى نهر الأردنّ الذي يمر على حدودها الغربية، ويُقدر عدد سكانها بستة ملايين ونصف المليون نسمة؛ وتتعايش الأغلبية المسلمة منهم مع الأقلية المسيحية التي سنتحدث عنها في هذا المقال.
تبلغ نسبة المسيحيين في الأُردن حوالي ستة بالمئة من إجمالي عدد السكان، وتتراوح أعدادهم بين مئة وأربع وسبعين ألفاً إلى ثلاثمئة وتسعين ألفاً، وقد بلغت نسبتهم في خلال أوائل القرن العشرين حوالي عشرين بالمئة؛ ويُرجع البعض أن سبب هذا الانخفاض الكبير في أعدادهم هو تدنّي معدلات المواليد لدى الطوائف المسيحيّة بالمقارنة مع المُسلمين، إلى جانب هجرةِ أعداداً كبيرةً منهم إلى الخارج ولا سيّما إلى الدول الأوروبيّة، وويجب التنويه إلى أنّ المسيحيين الأردنيين من أقدم الفئات والمجتمعات المسيحية في العالم؛ حيثُ أقاموا في الأردنّ بعد حادثة (صلب يسوع المسيح) حسب المُعتقد المسيحيّ، فيما يعود أصل العديد منهم للقبائل العربية القديمة كقبيلتي الغساسنة ولخم.
يتركز المسيحيون في شمال وجنوب الأردنّ، ولا سيّما في مدن: عمان، وإربد، ومادبا، والكرك، والسلط، وعجلون، والفحيص، وماحص والزرقاء، وأغلبهم يتبعون كنيسة الروم الأرثوذكس، والبطريركية الأرثودكسيّة في القدس، مع وجود بعض المجموعات المنتمية للروم الكاثوليك، والسريان الأرثوذكس، والأقباط الأرثوذكس، واتباع الكنيسة المعمدانيّة، والموارنة، وكلدان كاثوليك، والأرمن الأرثوذكس، و البروتستانت.
رغم أنّ ديانة الإسلام هي الديانة السائدة في الأردنّ للعرب وغيرهم؛ وهو الدين الرسمي في القانون الأردنّيّ، حيثُ يشكل المسلمون ما نسبته اثنين وتسعين بالمئة من السكان، لكنّ الدستور يضمن الحرية الدينية، وحقّ الاعتقاد للجميع، إلى جانب حفظ الحقوق المدنيّة لكلّ السكان، دون تمييزٍ بين ديانةٍ وأُخرى، أو طائفةٍ دينيةٍ دون أُخرى، ولهم تسعة مقاعد في البرلمان أو مجلس النواب، بالإضافة لحقّ التمثيل في الحكومة، والعديد من أجهزة الدولة.
يعيش المسلمون والمسيحيون جنباً إلى جنب في الأُردن، ويتشارك الطرفان التهاني في الأعياد والمُناسبات الدينيّة المختلفة كقدوم شهر رمضان عند المسلمين، وحلول عيدي الفطر والأضحى، فيما يُهنئون أخوتهم المسيحيين بحلول الأعياد المسيحيّة في شهر كانون الأول/ ديسمبر، وشهر نيسان/أبريل من كلّ عام وغير ذلك من المناسبات، كما لم تُسجل هناك حادثة عنفٍ أو صدامٍ بين معتنقي الدين المسيحي والمسلمين بل إنّ صفة المواطنة والانتماء للوطن هي الغالبة على جميع السكان.